يونس البلوشي: توجهات بعض الصحف تقلّص من مساحة الحرية في الكاريكاتير وتفقده استقلاليته


||
بدأ حب الرسم ينمو لديه من سن صغيرة، ليجد نفسه يميل بعد مدة لرسم الكاريكاتير تحديداً، حيث وجد فيه متنفساً لآرائه وأسلوبه، وزاوية يمكنه من خلالها التعبير عما يجول بخاطره، قريبة من هموم الشارع. يونس بن عبدالله البلوشي، موظف بجهة حكومية ورسام كاريكاتير متعاون بجريدة عُمان حاصل على البكالوريوس في إدارة الأعمال، خضنا معه الحوار الآتي للتعرف على تجربته عن قرب
.
- حدثنا عن أهم المحطات في مشوارك الإبداعي؟
ربما بداية الانطلاقة التي خرجت بها من محيط الانتشار بالقرية أو بالولاية كانت عبر منتديات سبلة عُمان الإلكترونية ولو أنني أدين للمدرسة قبلها واهتمام بعض المعلمين بمواهبي ، ثم كانت المحطة التي تليها بمراسلة الصحافة والتعريف بي وذلك من خلال مجلة فتون بجريدة الوطن التي كانت تحتفي برسومي ، و زاوية المواطن الصحفي بجريدة الرؤية التي خصصت لي مساحة كبيرة لنشر رسومي و من خلال بعض المجلات لدينا محلياً ، وصولاً إلى الفرصة الذهبية التي أتاحتها لي جريدة عُمان بأن أكون رساماً محترفاً لديها 

.
- بمن تأثرت من الرسامين محلياً وعربياً وعالمياً في بداية حياتك الفنية؟
كنت أقرأ عن الكاريكاتير بشكل عام واستفدت كثيراً مما ينشر حول الكاريكاتير من مقالات ولقاءات صحفية ولكل رسام أثر وطريقة يختلف بها عن الآخر وربما تظهر تجليات ذلك على نوعية رسومه من غضب وفرح ؛ تماماً مثل البصمة التي لا تتكرر في اثنين ، ولكن محلياً لم أجد إلا كاريكاتيرات خجولة لا تتطرق إلا لمواضيع بسيطة لا تعبر عن المساحة الكبيرة في فن الكاريكاتير على خلاف الكاريكاتير عربياً أو عالمياً ، لنقل أنني تأثرت بما يطرح حول الكاريكاتير من مقالات وبحوث ولقاءات ومتابع جيد لما ينشر من رسوم التي لها دلالات عميقة تصل بك إلى فهم آخر لهذا الفن 

.


- ارتباط فن الكاريكاتير بالصحافة المكتوبة، هل أفقده استقلاليته؟
اليوم في ظل وجود العالم الافتراضي وتغير طريقة الرسم المعتاد إلى الرسم الإلكتروني ؛ أعتقد أن الكاريكاتير وجد له مساحة كبرى للتعريف عن نفسه والانتشار دون وجود صحيفة أو مقص للرقيب أو بطئ فهم رئيس التحرير لمقاصد هذا الفن ، يجب أن لا نختلف أيضاً بأن توجهات بعض الصحف والحكومية منها تقلص من مساحة الحرية في الكاريكاتير وتفقده استقلاليته ودافعية الرسام للاستمرار فتحوله لرسم يلبي توجهات معينة

.
- في مجتمعنا العربي لا يلعب الكاريكاتير دوراً فعالاً كما هو الحال في الغرب، ما هو السبب برأيك؟
أدوار فن الكاريكاتير مختلفة ولا يوجد مقياس واضح لهذا الدور ولكنه موجود؛ والكاريكاتير الغربي مفتوح على مصراعيه لانتقاد أي كان ولا يقيم اعتباراً لأحد وغالباً ما ينتهي باغتيال الرسام الذي ينتهك الحدود الحمراء بالنسبة للبعض كالرسوم المسيئة التي نعرفها وغيرها ، ربما الكاريكاتير هناك حينما يتحول إلى إساءة فإن دوره يكبر أكثر ، وعربياً لا توجد تلك المساحة من الحرية في الانتقاد مقارنة بالغرب ودلالة ذلك ما يعانيه بعض الرسامين العرب من إيقاف النشر لهم وغيرها من الانتهاكات بسبب قوة الكاريكاتير وسرعة انتشاره وخوفهم منه ؛ باعتقادي أن الكاريكاتير العربي له دور فعال لاسيما في محيط أدوات التواصل الاجتماعي الآن لكنه دور أقل من الكاريكاتير الغربي 

.
- هل تفكر بتجاوز النطاق المحلي في فترة مقبلة؟ ما هي تطلعاتك المستقبلية فيما يتعلق برسم الكاريكاتير؟
ما دام لي قنوات تواصل تحظى بمتابعة لا بأس بها فاعتقد أني تجاوزت نطاقي المحلي نوعاً ما و لكن الطموح أمر لابد منه للتعريف بفن الكاريكاتير العماني وموهبتي فيه وهنالك تطلعات عديده بلا شك ؛ ربما بعضها في إقامة معرض لرسوم الكاريكاتير أو كتاب ألخص فيه ما وجدته في هذا الفن أو أنشر فيه أعمالي التي قمت بها ، والطموح كبير إن شاء الله والقادم أجمل بإذن الله

.
.
.


تم نشره في صفحات المرصد الثقافي بتاريخ 21 نوفمبر 2017

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قراءة في المجموعة الشعريّة مقامات لام وضمة ميم للدكتور محمد الشحي

المُطرب البحَّار سالم راشد الصوري: فنان صوت من عُمان

زمزم البلوشي .. فنانة عمانية برزت موهبتها في الغناء الشعبي