المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠٢٠

فن القط العسيري

صورة
هو فن تجريدي قديم اشتهرت به منطقة عسير جنوب المملكة العربية السعودية ، ويسمى أيضا فن الزيان، ولكل شكل ولون فيه دلالات معينة خاصة بالبيئة. فبينما يتولى الرجال قديما مسؤولية   بناء وصيانة البيت من الخارج كانت النساء تزخرف بفن القط البيت من الداخل. حيث تقوم صاحبة المنزل بوضع الخطوط الأساسية للنقش مع إختيار الألوان المناسبة وتتولى النساء من الأهل والجيران عبر ساعات طويلة الرسم والتلوين في طقس إجتماعي تتخلله الأحاديث وإستراحات القهوة والتمر. تم إدراج هذا الفن ضمن قائمة التراث غير المادي في منظمة التراث العالمي في ديسمبر 2017، وتسعى المملكة حاليا لتشجيع الأسر العيسرية على إدخال الفن في صناعات حرفية وأقمشة وملبوسات لتكون مصدر دخل لأهالي المنطقة وللحفاظ على هذا الفن الجميل من الإندثار.

أول رمضان في ذاكرتهم (5)

صورة
#أول_رمضان_في_ذاكرتهم الأكاديمي العراقي الدكتور أحمد السامرائي موقفان لا يغادران ذاكرتي عن الأيام الأولى التي صُمْتُها في حياتي، وكان عمري حينئذ السابعة أو أكثر بقليل، وهي : 1. أتذكر أنَّ أول مرة صُمْتُ رمضان كان الوقت صَيفًا، والنهار طويلا، حتى إن الإنسان يصوم أكثر من 15 ساعة، وفي الأيام الأولى نِمْت ظهرًا وحين استيقظت وجدت نفسي على حافة الهلاك جوعًا وعطشًا، وما زال المغرب بعيدًا، فطلبت من والدي (رحمه الله) الإفطار فأبى، فمضى الوقت كَسَيْرِ السلحفاة، وما كان مني الا البكاء والبكاء والبكاء. بحسب ما أتذكر أنني لم أر جوعًا أو عطشًا في حياتي كذلك اليوم، وعلى كل حال بقيت صائمًا حتى المغرب، والحمد لله على الجوع والعطش وشدة البكاء . 2. كان بعض رجال عشيرتنا يجتمعون في بيتنا كل ليلة في رمضان، وكانوا يحكون في أمور الدين، وكنت أسمعهم يقولون: ( إذا أكل الصائم أو شرب، وهو ناسٍ، فلا يفطر )، فكنت أقول في نفسي: لماذا لا أنسى أنني صائم وأشرب الماء، فأزداد قهرًا. هذان موقفان لا يغادران ذاكراتي أبدا.

أربع طرق تقدمها جائحة كوفيد 19 لتغيير استراتيجية تعليم أجيال المستقبل

صورة
·         إن التعطيل المؤقت المرتبط بفيروس كورونا قد يُعطي الهيئات التدريسية الوقت لإعادة التفكير في هذا القطاع. ·         دخلت التقنية لسد الفجوات المختلفة وتستمر في لعبها دورًا أساسيًا في تعليم الأجيال القادمة. ·         في عالم تتواجد فيه المعرفة بضغطة زر، يجب على دور المعلم   أن يتغير فيه أيضًأ. لم يسبق أن شهدت المؤسسات التعليمية في دول العالم إغلاقًا طويل الأمد في الوقت نفسه وللسبب نفسه منذ الحرب العالمية الثانية، وبينما نعلم التأثيرات بعيدة المدى للفيروس، فما مدى ارتباط هذه التأثيرات بالتعليم؟ لفترة من الوقت، كانت الهيئات التدريسية في العالم تتحدث عن حاجتها لإعادة التفكير في تعليم أجيال المستقبل، وقد يكون هذا الإغلاق فرصة لهذا القطاع ولنا جميعًا لإعادة التفكير في أشكال التعليم، والتساؤل عن ما يجب أن نُدرسه لهذه الأجيال، والتساؤل أيضًا عما نُجهز الجيل القادم له. وبينما نحن كهئية تدريسية نحاول التكيف مع الطرق الجديدة للتواصل مع طلابنا بعيدًا عن الصفوف الدراسية وقاعات المحاضرات، نستغل هذا الوقت في الاستفادة من هذه الأزمة المُعرقلة ولإعادة تعريف التعليم لجيل الألفية

أول رمضان في ذاكرتهم (4)

صورة
#أول_رمضان_في_ذاكرتهم الإعلامي اليمني سمير النمري نشأت في أسرة محافظة ومتدينة في إحدى القرى الجبلية الريفية بمحافظة المحويت غرب اليمن.  أتذكر أن أول رمضان صمته كان في عام 1990 وكان عمري حينها ست سنوات، أعتقد أن ذلك النهار هو الأطول في حياتي كلها، فقد حسبت كل دقيقة فيه بل وكنت أعدّ الثواني قبيل الإفطار. رمضان في اليمن له نكهة مختلفة، فهو مهرجان كبير يضم عادات وتقاليد توارثتها الأجيال لسنوات طويلة. في الصباح تنعدم الحياة تماما، لأن الجميع يسهر إلى الفجر خلال أيام الشهر الكريم، ثم تنتعش الأسواق والشوارع بعد صلاة الظهر لتصل إلى ذروتها بعد صلاة العصر، حيث نذهب لشراء الحاجيات الرمضانية الطازجة كالخضروات والفواكة واللحوم.  وقبيل المغرب تتجمع العائلات في المنازل ويذهب معظم الرجال والأطفال لتناول الإفطار في المساجد وذلك حرصا منهم على تفطير الصائمين الفقراء والمسافرين. بعد ذلك نصلي التراويح ونتناول العشاء وتبدأ بعدها سهرة يمنية مليئة بالضجيج والحياة الصاخبة حتى الفجر، حيث يتجمع الرجال في المجالس ويستمعون إلى الموشحات الدينية والأناشيد وتنتعش الأسواق بروادها لاسيما ال

أول رمضان في ذاكرتهم (3)

صورة
#أول_رمضان_في_ذاكرتهم الفنان العماني صالح بن محفوظ القاسمي ذكريات لا تُنسى عشتها في منطقتي المطلة على ميناء السلطان قابوس حيث ولدت، فكل شيء فيها يثير الخيال: زرقة البحر ورائحته، طفل أو صبي يتراكض هنا وهناك، السفن الشراعية، قوارب الصيادين التي تمخر خليج مطرح الحيوي والمكتظ بحركة الملاحة في مشاهد مألوفة. هناك كنا نرى قوارب الصيد تقف عند مدخل سوق مطرح تحمل العبرية (الركاب) من النساء والرجال كـ(تاكسي) بحري إلى مسقط وريام والدوحة ويتي وضباب وتصل إلى قريات أيضا، تحمل المؤن إلى تلك الديار، وأنا بفكري الصغير وقد سيطر عليه التأمل والخيال في تلك المرحلة كنت أشعر بفخر الانتماء إلى هذه المنطقة الحيوية. سوق مطرح هو الآخر شريان الحياة لعمان كلها؛ فما يزال عقلي يختزن الكثير من صور تلك المرحلة التي كنا نقبلها بكل بساطتها ًوعدم تنظيمها وفوضى الباعة المتجولين في سوق الحراج، فلم يكن مخجلا ولا يجرح مشاعرنا أن نبتاع منه بضاعة قديمة أو مستعملة، بل إنها قمة المتعة  .عندما يدخل علينا أبي وفي يده راديو قديم أو طاولة خشبية أو زنوبة (نعال) الخ   في شهر رمضان يمتاز السوق ببعض الأكلات وإن كانت

أول رمضان في ذاكرتهم (2)

صورة
الروائي السعودي محمد المزيني #أول_رمضان_في_ذاكرتهم صمتُ رمضان صغيرا وأنا في الصف الأول الابتدائي. في ذلك الوقت كان للكبار تأثير على الصغار؛ فهم قدوتهم، وكل طفل بأبيه معجب عادة ويحب أن يحذو حذوه. ساعدت على هذا طبيعة المجتمع البسيط والمتدين بالفطرة، فلم نكن نُغصب على فعل ما، بل ننصاع طواعية وبكل مسؤولية لما يطلب منا. ونفهم أن لغة التعبير عن الطلب من الأب والأم كانت قاسية، نحتت معناها من طبيعة حياتنا القاسية إلا فيما يتعلق بالصيام؛ فقد كنا نصومه حبا واستبسالا وتحديا ربما؛ لأننا نحب أن نشارك أهلينا طقوس الصيام كمواقيت الأكل بموائدها المختلفة كالشوربة والسمبوسة والمكرونة والمهلبية التي لم نكن نتناولها إلا في شهر رمضان الكريم. نصوم على الرغم من شظف العيش وصلافة المناخ الحارق في صيف الرياض المشتعل بشمس مشتعلة بالنار. أكنا أطفالا نصوم حقا أم كصيام الدجاجة والديك كما يمازحني أبي أحيانا وأنا أتحلق معهم على مائدة الإفطار؟ والحقيقة كما قال أبي. يبدأ يومنا بعد السحور لننتشر بين الحواري نلعب كرة القدم ثم نُلحقها بكرة الطائرة، وساعة نعطش تلوذ بأزيار المساجد نعب من

أول رمضان في ذاكرتهم (1)

صورة
الصحفي العراقي حيدر الجابر #أول_رمضان_في_ذاكرتهم صٌمتُ أول يوم من شهر رمضان المبارك حين كان الظلام يخيم على العراق. كان ذلك آخر يوم من الشهر الفضيل عام 1991، بعد أسابيع من إغلاق كتاب حرب الخليج الثانية. انهارت منظومة الكهرباء وكان الماء الصالح للشرب مادة نادرة، وعموما كان الأمل منوطا باتفاق الدول العظمى على إنهاء هذه الكارثة بأسرع وقت، وهو الحلم الذي لم يتحقق. في آخر يوم من شهر رمضان عام 1410 هـ قررت أن أصوم "تجريبيا"، في حين سينطلق الصوم الرسمي العام المقبل، وفعلا وجدت دعما متحفظا من أمي، فيما التزم أبي (رحمه الله) الحياد السلبي، مقررا أن عودي لن يتحمل نهارا كاملا من الجوع والعطش. ولم يكن هناك جوع أو عطش، كانت هناك سعادة، وثقة، سعادة بانضمامي إلى ملايين المسلمين، وثقة بأني قادر على مواجهة الصعاب. وكانت مائدة الإفطار فقيرة بالنسبة لعائلة من الطبقة المتوسطة، التي بدأت تواجه الحظر المفروض على البلد بإمكانياتها الذاتية، فقد كان كل شيء تقريبا يصنع في المنزل، وساعد والدتي جذورها الريفية، التي أثبتت فائدتها في أيام المحنة. كانت تصنع الطعام والخبز وما تي

الأمسيات الشعرية من وجهة نظر الشعراء الشباب

صورة
 .. قام المرصد الثقافي بإستطلاع رأي لمجموعة من الشعراء الشباب للتعرف على رأيهم حول الأمسيات الحية من خلال عدة اسئلة هل تعتقد ان الأمسيات الشعرية تسهم في إيصال صوت الشاعر لمتلقين جدد؟   ناصر الغساني: نعم، فالأمسيات هي المنبر الذي من خلاله يلامس الشاعر بصوته أرواح الناس ويرى جمال شعره في ملامحهم. سيف العيسري: نعم، بكل تأكيد، بل ربما هي المنبر الأكبر. حسام الشيخ: لا، إلا في حالة أن تكون الأمسية في دولة أخرى غير موطن الشاعر.   عبدالله الذهلي: الأمسيات تعمل على إيصال تجارب الشعراء لمتلقين جدد، وحجم المتلقين يعتمد على جهد المؤسسة الراعية للأمسية أو الأصبوحة، وطريقة تسويق المادة الشعرية للجمهور.     - هل تعتقد ان ظهور وسائل التواصل وتداول المقاطع المرئية فيها قلل من أهمية الأمسيات الشعرية الحية؟ ناصر الغساني: لا طبعًا ، فللأمسيات سحرها وهيبتها رغم غزو التكنولوجيا لعالمنا؛ فبها يتجلى الشاعر بصورته الحقيقية بعيدًا عن ما تخبِّئُهُ الكاميرا ووسائل التواصل من مكياج وزيف. سيف العيسري: لا، بل يغذي المواقع بالمقاطع، فالأمسيات هي التي جعلت لهاته الوسائل وجود