تسريد العتبات النصيّة في قصص عبد العزيز الفارسي القصيرة
أ. د نضال الشمالي بيت الزبير- 8 مايو2024 المقدمة يقدم النقد الحديث مداخل عدة للتعامل مع السرديات على اختلاف أنواعها، ويحتاج كل مدخل إلى أدوات منهجيّة تفي بامتلاك زمام النصوص تحقق الغاية والمراد، والسرديات نهج أساس في تحليل النصوص تتيح للناقد طرقا شتى في استقراء النصوص شريطة ألا يتورط في حكم استباقي، وإن فعل فمن باب الاستشراف المؤكّدِ لا توقعِ الواهمِ، وهذا ما يمكن أن نفعله حيال فن القصة القصيرة لدى عبد العزيز الفارسي (ت 2022). وقصصه مُرهِقة في طبيعتها أكان على صعيد تتبع خيوط السرد فيها أم توقع النتائج واستشراف الغايات، فهي فيما تقدمه تتلبّس بويلات الواقع وتناقضاته وسرعان ما تتجلى في صراعات نفسيّة عصيّة في دخيلة أبطالها، وكأن الذات البشرية الممزقة ترجمان لمظاهر الواقع، فضلاً عن اشتغالها على فكرة التجريب في السرد لغة وبناء وعتبات، وبذا فهي تثير إشكاليات في قراءتها وتأمّلها وتأويلها، بمعنى أنّ الدخول إلى فضائها يسمح بمداخلَ عدّة، يمكن تمثّل بعضها في دراسة واحدة. ومن هذه المداخل سرديّة العتبات الذي يكشف الأطر الفكريّة التي تحاورها نصوصه القصصيّة، وتمثل محمولاً إضافياً