المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠٢٤

عبدالعزيز الفارسي قارئًا

صورة
  ماجد الفارسي بيت الزبير- 8 مايو2024     على هامش الوداع بدأت الحكاية، تأخَّرتُ في سردها كثيرا؛ شعوري بالأسى حينها أعاقني إلى حد كبير. سأكتبها الآن. آملا ألا تجافيني اللغة مجدداً! في نهاية جلستنا المعتادة، وتلاشي تركيزنا في يومٍ مضى بمشاغله ومتاعبه، تمرُّ الأغاني مع ارتفاع نسمات ليلها، تخلع رداءها ولا ترقص، تمضي في قلوبنا الذّاوية بدمٍ بارد، عالقةً في مهبِّ من رحل، وما تبقّى لنا منها غائبٌ مع اللحن.  بعيدا عن حيرة ذاكرتي الآن إن كنّا نطرب حقا؟!  فإنني لم أنفك عن أسئلتي التعجيزية لأخي عبدالعزيز منذ صغري، وعلى الرغم من تعقيبه الدائم عليها؛ لم أتردد حينها في النظر إليه سائلاً بكل حيرة وحسرة: - هاجس التفكير في الموت يراودني كل حين، من سيذهب أولا؟ لا أستطيع تحمل هذه الفكرة. ما رأيك في هذا يا أخي؟  - "لا أدري، ربما جميعا".  هذه الإجابة كانت كافية لإدراكنا بعد فوات الأوان، أن فقد أخي عبدالعزيز بيننا يعني فقد حيواتنا جميعا. ربما ظننت سابقا أن هواجِس الموت قد تسبب قلقا دائما مصحوبا بوجعٍ أحيانا لا أكثر، وأنّ إجابته لي كانت عابرةً لإخراسِ هواجِسي المستمرة، إلّا أنني أيقنت مؤخرا أن رد

السرد السير ذاتي في قصص عبدالعزيز الفارسي القصيرة

صورة
    د. علي المانعي بيت الزبير- 8 مايو2024        ينفتح الخطاب الأدبي المعاصر على عوالم عدة أدبية وغير أدبية، فيحاورها ويتفاعل مها، ويكسر بها الحدود الجغرافية بين الأجناس والمعارف والفنون، وبها يقل تأطير العمل الأدبي وصفة الثبات التي يتشدد فيها بعض النقاد والأدباء، وهذا هو الأداء الذي مالت له كثير من الأعمال الأدبية، واستخدمه النقاد في التشجيع لاستخدام التقنيات الأدبية التي تذيب الفوارق البنائية بين الأعمال الأدبية وتؤدي لتداخل الأصوات والتعالق النصي خصوصا فيما ارتبط بالسيرة الذاتية للمؤلف وبروزها -ولو خفاء- في الأعمال الأدبية.    وكان لبروز مصطلح التداخل الأجناسي وتداخل الأعمال الأدبية الذي كتب فيه كثير من النقاد أثر في دراسة آليات وملامح التداخل بين الأعمال الأدبية مثل السيرة الذاتية والقصة القصيرة التي نحن في صدد الحديث عنها في كتابات عبدالعزيز الفارسي القصصية.   ولعل التداخل بين جنس القصة القصيرة والسيرة الذاتية يمثل إشكالية في كمّ الخيال الذي يحمله كل منها، إذ تحمل القصة القصيرة كمّا من الخيال بينما تتسم السيرة الذاتية بالصدق والصراحة والواقعية في الأمور. إن الرأي الكلاسيكي الذي تب