المشهد الشعري في عمان: آراء وتطلعات (4)

||
:تعليقاً على دور المسابقات الثقافية في صقل التجارب الشعرية الشابة، يقول صالح العامري
من الأهمية بمكان تقديم الدعم والمساندة والتشجيع لأصحاب التجارب الناشئة، في كل المجالات والأصعدة، على المستوى الأدبي والعلمي. لكن علينا قبل ذلك أن نركز على خلق مناخ عام ملائم لإطلاق المواهب الشابة والدفع بقدراتها قدماً وترسيخ القيم العليا المتعلقة بالإبداع والحرية والعدالة ورعاية الطفولة والتركيز على التعليم النوعيّ، إلى غير ذلك من الأدوات التي تساهم في خلق إنسان واع ذي مشروع جمالي وإبداعي. في هذا الإطار تكون المسابقات الثقافية جزءً من استراتيجية وطنية متكاملة للتربية والتعليم والنهوض بالأجيال الوليدة، وليست انسياقاً سطحياً مفرغاً من أية قيمة إنسانية وحضارية. لهذا فإن المسابقات الثقافية لا تمثل شيئاً في حد ذاتها، ما لم تكتسب دلالتها في سياق عام وشامل، وما يؤسف له أن بعض القائمين على تلك المسابقات ينحو بها إلى الإسفاف والتمييع، ويتخذها مركباً لملء فراغ ثقافي فحسب، دون إضافة نوعية واعية بالمشهد الثقافي في أرجاء العالم وليس بالشأن المحلي فحسب. ومن الضروري التنبيه هنا أن ننأى بأنفسنا عن استيراد بضائع مهشمة لا علاقة لها بالشعر والإبداع والثقافة، كما في شاعر المليون أو سباقات الهجن الشعرية

||
في حين يرى محمود حمد أن اطلاع الشاعر على تجارب الآخرين يصقل موهبته ويمكنه من فهم حداثة الخطاب الشعري وتطوره، كما أن الفعاليات والملتقيات تتيح للتجارب الشعرية فرصة التنافس المتنوع الذي يكسب أصحابها فرص التجديد والاقتراب من الصوت المختلف فثقافة التنوع الناتجة من الاختلاف هي نتاج ثقافة متنوعة تؤسسها ثقافة واطلاع كل شاعر على حدة، وهذا المزيج هو لبنة بناء أساس كل فترة أدبية وفنية معينة بشرط أن تقوم فكرة هذه المسابقات على تواضع الشاعر وتقبله لرؤية اللجان التي تتعدد بتعدد أصوات حكامها في الأصل، إذ الفن لا يتفق عليه وإلا ما كان فنا، وهو ما بجري على الشعر بلا شك. ومن هنا يجب على الشاعر أن بؤمن بأنه ليس الصوت الأوحد الذي لا يمكن أن يرتفع فوقه صوته، أو أن يتعدى شاعريته، وبهذا الأساس فقط يمكن أن تحقق المسابقات الغاية منها بعيدا عن كل ما يؤدي إلى عزوف المشاركة فيها، وقد أثبتت هذه الملتقيات دورها في طرح تنوع ثقافي جميل وكم أنا سعيد بحضور تجارب مبتدئة ومصرة على المنافسة في مسابقة إبداعات شبابية التابعة لوزارة الرياضة والشباب والتي شاركت في بعض لجانها للدور ما قبل النهائي أكثر مرة، وما لما أراه من تجارب كثيرة في الملتقى الأدبي ومهرجان الشعر
||
من جهته يعتقد خميس قلم أنه في مرحلة من مراحل التجربة الشعرية لاسيما البدايات يحتاج الشاعر والشاعرة إلى شحذ تجاربهم من خلال الملتقيات و المسابقات فمن خلالها يتعرف الشاعر أو الشاعرة على نفسه عن قرب و ينظر إلى إنتاجه بعيون وذوق الآخرين كما يكتسب صداقات تدعم معرفته الشعرية و تعضد حماسه للتنافس
و عن تجربة شخصية أقول: لقد أثرت المسابقات الشعرية جوانب ربما ما كانت ستكون ثرية في ذائقتي لولاها. كما أضافت لي - المسابقات سواء التي اشتركت فيها منافسا أو فيما بعد عضوا في تحكيمها - أضافت لي رصيدا من الفهم لحركة اللغة في الإنسان و أسايب التعبير عن الوجود. لقد تعرفت في الملتقى الشبابي الأخير في البريمي وزارة التراث و الثقافة و ضمن
ذلك لا يعني مطلقا أن يتحول الشاعر إلى صياد جوائز و يكرس كتابته لأجل المسابقات إنما فوزه الحقيقي حين يجد نفسه أو تجد نفسها في القصيدة؛ و حين يدرك ما تتركه تلك المسابقات من أثر في قصائده المنتظرة
و قد وجب أن لا نغفل دور المؤسسات الثقافية الرسمية و الأهلية في رعاية المواهب الشعرية الشابة بدعم المسابقات و الملتقيات أو    بإنشاء الورش والمشاغل في سبيل مستقبل شعري رائد 



نشرت في صفحات المرصد الثقافي عبر وسائل التواصل الإجتماعي بتاريخ 26 يوليو 2017



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دور الإعلام في إدارة الكوارث

الجامعة والعدالة الاجتماعية: صراعات حول العالم

زمزم البلوشي .. فنانة عمانية برزت موهبتها في الغناء الشعبي