المشهد الشعري في عمان: آراء وتطلعات (5)


:في معرض الحديث عن تنوع أشكال القصيدة الشعرية في السلطنة يقول الشاعر والباحث محمود حمد

يخيفني كثيرا أن يلتفت الشاعر إلى قراءة الشكل أكثر من قراءة الشعرية، ولذلك كنت أصطدم شعورا في كثير من المواقف مع بعض الشعراء، حيث يتعصب شاعر كل مدرسة شعرية من أجل شكل كتابته، وكثيرا ما سمعت من بعض شعراء الشكلين : قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر، وبما أني تجاوزت في قراءتي الشكل الشعري إلى إبداع الصورة الفنية؛ فإنني أتأسف كثيرا أن ينكر شاعر ما تجربة شاعر آخر لأنه لا يكتب على شكل تجربته، أو أنه لا يرى فيها قيمة فنية، لكنني مقابل ذلك وبحكم اطلاعي على كثير من تجارب الشعراء الشباب أجد تنوعا مثريا يمتثل لدواعي الاختلاف الفني؛ مما يساعد على تنوع نوافذ النقد وقراءة التجارب قراءة بناءة، وكثيرا ما أشعر بعمق هذا التنوع في اهتمام شعراء وشاعرات الشكلين الشعريين لأسعى جاهدا في بعث الشعرية والاهتمام بها أكثر من الشكل، ليشعر بذلك شعراء الشكلين الشعريين ليصلا إلى التنوع المثري، ومع أني كثيرا ما أوجه هؤلاء الشعراء الشباب خاصة المبتدئين منهم إلى قراءة التراث الشعري بهدف الانطلاق من عمق اللغة و بناء الثقافة الشعرية

يتفق الشاعر والإعلامي صالح العامري مع هذا الرأي إلى حد كبير، فيقول: التنوع ملاذ أصيل وهو ما يخلق الشجرة الشعرية متعددة الفروع والغصون والتي ثمرتها الشعر. داعياً هنا إلى الكف عن اصطناع معارك وهمية بالغة السماجة، يتنطع فيها البعض بأهمية شكل محدد عن غيره من الأشكال. وهذه الأسطوانة الممجوجة لم تعد ذا بال، لأنها تحمل ما ينقضها في داخلها
علينا أن نهتم بالكتابة وحدها، ونحترم خيارات الآخرين، مثلما نطالب الآخرين باحترام تموضعاتنا وانحيازاتنا وخياراتنا في الكتابة. وتبقى الأشكال والمضامين جميعها تكئات وتوسلات لمطر الشعر أن يتنزل على أراضينا القاحلة ولمجده أن يلفحنا بلطفه في هذه الشدائد 
والمعضلات التي يمر بها العالم برمته

شرت في صفحات المرصد الثقافي عبر وسائل التواصل الإجتماعي بتاريخ 26 يوليو 2017

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دور الإعلام في إدارة الكوارث

الجامعة والعدالة الاجتماعية: صراعات حول العالم

زمزم البلوشي .. فنانة عمانية برزت موهبتها في الغناء الشعبي